عندما افتتحت موقعي الشخصي عام 2001 كانت فكرته أساسا بسيطة جدا فصورته بذهني كانت مجرد موقع شخصي لي وحدي …لي أنا .. من روحي أنا ، أكتب فيه يومياتي ، مذكراتي ، بعض أفكاري وآرائي في الحياة عامة وفي الفن خصوصا ، موقع يقرأني كل من لا يعرفني … يكتب مبدياً رأيه في الموقع من خلال دفتر زواري هنا
أو يناقشني من خلال مراسلتي … كما تلاحظون مجرد فكرة بسيطة لا تحتاج إلا إلى برنامج بسيط … إلا أنني وبعد قليل سرعان ما أضفت عليه مقالات خاصة عن فن الغناء والموسيقا ، وأضفت عليه دليلا للمواقع التي أحبها أو أحب زيارتها ، مما اضطرني إلى استخدام برنامج أكثر تعقيدا ….. حتى بدا الموقع كما يبدو الآن …. ولكنه يظل أساسا موقع شخصي بل شديد الخصوصية .
والحقيقة الخالصة أن الهدف منه لم يكن مجرد طرح أفكار أو تبادلها أو حتى التعامل مع المواضيع كحقائق مطلقة ، بقدر ما كان محاولة مني للاستفادة من هذا المجال الجديد والفضاء الرحب الواسع للتعريف بشخصي المتواضع وعملي وفني ، و إلقاء الضوء على تجربتي الغزيرة نوعا ما في الحياة وفي الفن .
لم يدر بخلدي مطلقاً أن فكرة بسيطة كهذه ( وهي أساسا فكرة غربية ) قد تنتشر انتشارا واسعا كالنار في الهشيم عند العرب ….
فمنذ حوالي السنة وأنا ألاحظ انتشار المواقع التي يسمونها عربيا مدونات … بينما أساس تسميتها BLOG أو WBLOG اختصارا ل WEB LOG … ( بحثت كثيرا عن ترجمة لهذه الكلمة دون جدوى ) ،
وكثرت حتى الشركات التي تقدم مدونات مجانية مثل شركة http://blogspot.com ولحقت بها شركات كبرى أخرى مثل MSN وأكاد أجزم أن الياهوو والغووغل سيلحقان بالركب قريبا ….
ما يهمني في هذه الظاهرة لا أن أقيمها أو حتى أقيم إيجابياتها أو أعدد سلبياتها … على العكس فأنا أعتقد أنها ظاهرة صحية حيث يتاح لكل شخص ..أن يعرض أفكاره أو فنه ( صوره موسيقاه شعره الخ الخ ) … ولأكبر عدد ممكن من مرتادي الانترنت ،
ولاحظت أن بعض الموهوبين ، بل حتى بعض الشعراء بدأ يدرك أهمية مثل هذه المواقع … شاهدوا مثالا مدونة الصديق فوزي غزلان الذي دخل هذا المجال فعلا … فافتتح مدونته الخاصة وفيها بعض من أشعاره وكتاباته
http://fawzighazlan.blogspot.com
التجربة بحق رائعة … فهي تتيح للناس كمية هائلة من تلقي المعارف والمعلومات عن البشر … أفكارهم مشاربهم ….. و تتيح أيضا التعرف على الآخرين …. تتيح التعمق في فكرهم … تتيح التعلم من تجاربهم …..
ولكن هناك أمران يكدراني كثيرا ، الأمر الأول هو التعامل مع هذه الظاهرة كموضة … وبالتالي سرعان ما تنسى وتصبح طي النسيان حال ظهور موضة جديدة ، والثاني هو ظاهرة النقل والاقتباس الذي تطغى على مثل هذه المواقع … فأنا أحب هذه المواقع وأدرك أهميتها في التواصل .. ولكنني أرغب أن تعبر عن الشخص الذي افتتحها ..بضمها … شيئا منه .
فأنا مثلا أرحب بمدونة لسيدة رائعة لا أذكر أسمها الآن افتتحت مدونة لتتحدث فيها عن الأكلات الشعبية العمانية وطريقة صنعها ….. وآخر من مصر افتتح مدونة ليسخر بها من واقعه وآخر سعودي افتتح مدونة ليتحدث على لغة برمجة يدرسها ويبرع بها .. ومصور محترف من الأمارات افتتح مدونة ليعرض فنه …
ولكني لن أرحب بمدونة افتتحها صاحبها لينقل مقالا من هنا … أو هناك … دون حتى أن يعلق عليه بأي حرف ،
لذلك أدعو الجميع ليكون لهم مدونة خاصة بهم …شرط أن نراهم ونعرفهم هم فيها .
وهذه عناوين بعض المدونات ..حتى تدركوا جمال الفكرة .