الملحن السهل الممتنع …
يعد محمد فوزي بحق أحد عمالقة التلحين في القرن العشرين بل حتى أن البعض يعتبره المجدد الثاني في الأغنية العربية بعد أستاذ الأساتذة محمد القصبجي . لا يوجد أحد يلحن برشاقة محمد فوزي . . .
فهو ملحن متجدد وعصري وسابق لزمانه ، تمتلئ ألحانه بالتعبير الموسيقي فهو غني الجملة الموسيقية و بسيطها بنفس الوقت .
ويملك من التنوع مالا يملكه غيره من الملحنين في ذلك الزمان فله القدرة على إيصال ما يريد من معنى وبكل سلاسة إلى المستمع حتى أن الكثيرين قلدوه في طريقته هذه . . . ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب
وأنا أعتقد أن الملحن الكبير كمال الطويل و الملحن منير مراد هو أحد تلاميذ مدرسته هذه وسأتطرق إلى ذلك عندما أكتب عن كمال الطويل .
ولأن جمل محمد فوزي كانت مرحة جداً وخفيفة الظل ( وهذا نتيجة شخصيته المرحة جداً ) فقد استطاع ببساطة أن ينتزع مكانة هامة في قلوب مستمعي أغانيه . ولهذا السبب أيضا فشل الكثير من الملحنين في تقليده بطريقته هذه لأن هذه الطريقة تأتي عند محمد فوزي بعفوية وصدق أما غيره فكان يصطنعها .
محمد فوزي مطرب وملحن مصري اسمه “محمد فوزي عبد العال الحو” ولد في قرية كفر الجندي بمركز طنطا محافظة الغربية.
آمن محمد فوزي بقيمة العلم فدرس الموسيقا وحصل على شهادة معهد الموسيقى العربية،
تزوج ثلاث، مرات وهو شقيق الفنانة العظيمة هدى سلطان.
بدايته الفنية كانت مع الغناء، حيث بدأ الغناء وهو صغير بالمدرسة الابتدائية في طنطا ومن ثم بالمدرسة الثانوية،
وبعد أن تخرج في معهد الموسيقى انضم إلى فرقة بديعة مصابني كمطرب، وغادرها عندما أهانت بديعة مصابني أحد الفنانين الكبار أمامه. كما عمل أيضًا في الفرقة القومية و الإذاعة كملحن وكان أول عمله في السينما عام 1944 في فيلم “سيف الجلاد”، وانهالت عليه بعد ذلك الأفلام حيث قدم حوالي 36 فيلمًا،
وكان آخر فيلم “ليلى بنت الشاطئ” عام 1959،
قدم الموسيقار محمد فوزي حوالي 400 أغنية منها حوالي 300 أغنية في الأفلام، وقام أيضًا بالغناء للأطفال، بل هو من أشهر من لحن وغنى للأطفال، ومن هذه الأغاني “ماما زمانها جايه”.
إن عمل محمد فوزي عند بديعة مصابني جعل ألحانه أقرب للسهولة واختيار المقامات الغربية منها إلى الشرقية وذلك أتى نتيجة أن معظم مرتادي صالة بديعة تلك الأيام كانوا من الأجانب المقيمين في مصر من إنكليز وغيرهم مما علمه الكثير عن قوالب الأغنية الغربية التانغو وغيرها من الرقصات فتلونت أغانيه بهذه الألوان كلها وكذلك كان فريد الأطرش . . ولكن محمد فوزي تعلمها و أحبها أما فريد فكان يحاول تقليدها . وهناك الكثير من الأشياء المشتركة بين محمد فوزي وفريد الأطرش في طريقة التطريب وإن اختلف الاسلوبان تماما . لحن محمد فوزي للكثيرين ومنهم أخته هدى سلطان وللعملاقة ليلى مراد ولصباح ولنور الهدى وغيرهم .
وكمعظم المبدعين الكبار توفي محمد فوزي في عز عطائه الفني وشبابه فحرمت الأغنية العربية من أحد أهم مجددي تلك المرحلة . . . تصوروا لو عاش هذا العملاق طويلا . . ماذا كنا سمعنا الآن.
شخصيا أعتبر محمد فوزي أحد الأساتذة الكبار في التلحين المصري لأنه كان الأول بكثير من الأمور فهو :
أول من لحن أغنية دون الاستعانة بآلات موسيقية بل بالأصوات البشرية في أغنية طمني كلمني.
أول من لون أفلاما بمصر.
أول من تخصص بأغاني خاصة للأطفال.
أول من أسس شركة لتصنيه الاسطوانات بمصر.