اليوم و في سوريا … تعرضنا لكسوف شمسي … وكأن الشمس خجلت من رمضان ….. فاحتجبت .
أتعرفون ….ربما خجلت من قدوم رمضان … ونحن في حال لا نحسد عليها
ألم تكن شمس العرب التي كانت تسطع على الغرب … و لمدة قرون من السنين ….
ألسنا سبب أفولها .. و جعلها مجرد بصيص ضوء باهت …
لعلها خجلت من معاناتنا … كعرب … من أعراض جهل أقام فينا .. ولم يعد بالإمكان إزاحته … أو حتى محاولة محاربته ….
لعلها خجلت من زيفنا … ولؤمنا … واستخفافنا … ولامبالاتنا … بأي شيء مهم !!
لعلها أرادت أن تقول لنا … انتهى … عهد شمسكم الساطعة … منذ زمان … والوضع يتدهور …. أصبحتم في ظلام … لم و لن ينجلي !!!
أهو غضب من السماء ؟
ربما !!
أقول لكم !!!!
دعونا للحظة من السوداوية … ولنتغزل بجمال اللحظة …. جمال الطبيعة … وقدرة الحاكم الأعلى لهذا الكون … على تكوين صور تعجز الخلائق جميعا .. عن تصويرها .
المنظر كان رائع بالفعل … حيث أن الدنيا وخلال لحظات … تغيرت نحو لون بني داكن …. امتزج بطين الأرض … فأضحى لوحة كونية … ترسم تدرجات ولا أجمل ….
والسماء …يا ويلي من السماء خطوط جمال غير منته …. تتداخل و ألوان الخريف …تداخلا ….لن أستطيع وصفه مهما حاولت … فلساني يعجز عن التعبير أمام جمال إمرأة حسناء … فمابلكم …بسماء حسناء ..
وزاد الطين بلة ( أقصد زاد الجمال جمالا ) … انهمار المطر في حلب … لم يسبق لي أن رأيت مثله سوى مرات معدودة ( تعد على الأصابع خلال سنوات وعيي البضعة والثلاثين ) …
وللحظة … روعة المنظر … ورهبته … خلقت في … شعورا متناقضا مبهما …. وتوزع ما بين بهجة ..وتشاؤم … نعم رغم التناقض …لكن هذا ما شعرت به ….
وكم ندمت لأنني لم أكن احمل معي آلة التصوير لأسجل اللحظة …. رغم انها طبعت في ذاكرتي ولن أنساها ما حييت ….
كل عام وأنتم بخير … ويادي الكسوف اللي احنا فيه يا بلدي .