َمولاي إنّي ببابكَ قَد بَسطتُّ يَدي … مَن لي ألــــــوذُ به إلاك يا سَندي
أقُومُ بالليل والأسحــــــارُ سَاهيةٌ … أدعُو وهَمسُ دعائي بالدُّموُع نَدي
بِنورِ وَجـــهِـــــــكَ إني عَائذٌ وجل … ومن يعُذ بك لن يَشـــقى إلى الأبد
مَهما لَقيتُ من الدُنيا وعَارِضِها … فَأنتَ لي شُغلٌ عمّا يَرى جَســـدي
تَحلو مرارةُ عيشٍ في رضاك، ومَا أُطيقُ سُخطاً على عيشٍ من الرّغَدِ
مَنْ لي سِواك، يَرى قلبي ويسمَعُه كُلّ الخَلائِق ظِلٌّ في يَدِ الصَـمدِ
أدعوكَ ربّي فاغفر زلَّتي كَرماً … اجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي
وانظُرْ لحالي في خَوفٍ وفي طَمعٍ هَل يَرحمُ العَبدَ بَعْدَ الله من أحد
عام 1972، وفي أحد المناسبات التقى الرئيس المصري السادات بالشيخ سيد النقشبندي والموسيقار بليغ حمدي والإذاعي وجدي الحكيم، حيث كان ثلاثتهم من بين الحضور، وكان السادات من محبي صوت النقشبندي فطلب من بليغ حمدي أن يلحن للنقشبندي … كان بمثابة الأمر الرئاسي، لكن الأمر أصاب النقشبندي بالحرج لكونه ليس مطربا بل منشد صوفي ومداح ولايجوز أن يتعامل مع ملحن الحان عاطفية ، أما بليغ حمدي فكان الأمر بالنسبة اليه مفاجأة سارة، فهو من محبي التجربة … تجربة كل شيئ جديد ومغامرة …بل مقامرة تستحق وخاصة انه من عشاق المنشدين
بليغ الحاد الذكاء ولمعرفته باتجاه النقشبندي الصوفي طلب من شاعر صوفي رقيق “عبد الفتاح مصطفى” الذي يعد برأيي هو وطاهر ابو فاشا أبرز شعراء الصوفية في مصر وطلب نصا وحدد اتجاهه بالتوسل والتوكل والرضا …. فكتب له مولاي اني ببابك ولحنها بليغ برأيي أجمل ما يمكن تلحينه ..باسلوب وايقاع لم يكن سائدا آنذاك.
حتى النقشبدي الذي كان محرجا من تعاونه مع بليغ … قبل بليغ بعد تسجيلها على وجنتيه …. وكانت هذه الانشودة فاتحة لأعمال وتعاون بين الثلاثي عبد الفتاح مصطفى و سيد النقشبندي وبليغ.
معلومات أخرى لابد من ذكرها :
- الابتهالات التي أنتجت من هذا الثلاثي الرائع هي : : “أشرق المعصوم”، و”أقول أمتي”، و”أي سلوى وعزاء”، و”أنغام الروح”، و”رباه يا من أناجي”، و”ربنا إنا جنودك”، و”يا رب أنا أمة”، و”ليلة القدر”، و”دار الأرقم”، و”إخوة الحق”، و”أيها الساهر”، و”ذكرى بدر”.
- لم يتقاضى بليغ أو عبد الرحمن أي أجر عن كل الابتهالات الدينية التي أبدعوها.