مقال جميل جداً لصديق الإنترنت الرائع علي الرقماني قرأته على موقعه وحفزني لأكتب هذا الرد ،
و المقال بعنوان :
أرجو قراءته أولا ومن ثم قراءة ردي عليه … لتتكون لديكم فكرة واضحة عما نريد كلانا قوله …
المقال جميل جدا وما يقوله علي وصلني … مباشرة بعد أول قراءة متأنية له ..
واسمحوا لي أن أخاطب صاحب المقال في السطور التالية :
أنا معك يا صديق أن المادة الثقافية هي هاجس كل المتذوقين للشعر باللهجة المحكية … ولكن هل تعتقد أن هذا الهاجس يتملك المبدعين الحقيقيين لهذا الفن ؟
أنا من رأيي ( وربما أكون مخطئا بنسبة ما ) أن الشاعر الذي وبدون أن نتردد في أن نلقبه بالشاعر .. لا يملك أي هاجس نحو ما يتضمنه نصه الإبداعي من مادة ثقافية ..
فأنا أعتقد أن الشعر هو نتيجة ومضة إبداعية ما أساسها ملكة الخلق التي يتمتعون بها .
واعتقد أن الدافع للخلق هو التعبير بما يملكه المبدع من أدوات …
أنا معك يا صديق أن الجيد من الشعر يظل جيدا سواء كان مقفى أو موزون أو منثور أو حر .
الشعر الجيد مهما كانت صفاته إذا تغني به فإن الأغنية وبدون أدنى شك ستكون أغنية جيدة طبعا بوجود ملحن موهوب يفهم معنى الأغنية ووصله ما يقوله الشاعر ،
أما عن صف الكلام ( أغاني هذه الأيام ) فلن يصبح أغنية ولو لحنه ملحن كبير … لأنه سيخلو حكما من الأرضية الفنية الثابتة التي يستطيع البناء عليها .
ما هي الأغنية الخالدة ، لأكون نكون أكثر تحديدا وواقعية ، ما هي الأغنية التي تعيش طويلا ؟
الأغنية التي تعيش طويلا هي الأغنية التي تندرج أساسا تحت مسمى الفن وبعناصرها الثلاثة :
النص – اللحن – المؤدي
( لاحظ هنا أنني قلت النص ولم أحدد النص الشعري و أظن أنك أدركت لماذا ) .
أعرف أنني قاطع نوعا ما بآرائي ولكنني أؤكد أني أستطيع أن أكون جازما وخاصة في هذا الموضوع .
ببساطة شديدة
أنا رأيي أن الشعر الجيد له موسيقى داخلية و موسيقى خارجية إن خلا من أحدها فقد خاصية الشعر أو لنكن أعم فقد خاصية اعتباره فناً .
أعتقد أننا متفقين أن كل الشعر وبكل أنواعه يفغني … وحتى النثر ( ألم تغني فيروز للرحابنة الكثير من النثر ؟).
وأعتقد أيضا أننا متفقين أن الغناء له القدرة على التعبير وعلى إيصال المعبر عنه تماما مثله مثل الشعر وربما أكثر .
وأعتقد أننا متفقين أن الموسيقى أيضا لها القدرة على رسم الصور أكثر من الاثنين .
وأنا أعتقد أن قدرة الموسيقى على التعبير هي قدرة لا متناهية لاستفادتها من المجهول ومن الاختلاف ما بين متلق وآخر ! ، فكل يحس إحساسا مختلفا عندما يستمع إلى لحن موسيقي .
ولذلك فأنا لا أستطيع استيعاب إصرار بعض شعراء الحداثة على التهرب من الالتزام بفكرة أن يغنى إبداعهم … رغم أني أشاركهم همهم في أن يتحرروا من قوالب ست أو سبع فرضها علينا أنصاف الشعراء وأنصاف الموسيقيين نتيجة لضحالة فكرهم أو لندرة أدواتهم أو لأميتهم الثقافية أو الموسيقية .
هذا الإصرار الزائف في الابتعاد عن الأغنية ، يجعل بعضهم كمن يحاول أن يرسم لوحة تجريدية لا أن يكون همه الأوحد فيها أن يقول فنا أو إبداعا بقدر ما يكون همه أن لا يفهم أي أحد أي شيء من لوحته !
وكأن الأغنية رجس من عمل الشيطان …
سأتحدث عن جانب أعرفه تماما وهو الأغنية ..وعن شيء محدد جدا …وسأقول جازما
غناء الشعر الجيد يجعله متوجاً .
لأن اللحن يجعل المادة الشعرية أقرب للناس .
لأن اللحن يجعل الشعر بقدم إلى فئات أعرض من الناس .
لأن اللحن يساهم في المزيد من إمكانيات التعبير .
لأن اللحن أقرب للأذن .
عفوا انقطعت سلسلة أفكاري .
ربما لي عودة إذا عاد الدماغ للدوران .