هل هي غريزة تميز بها البشر دوناً عن كل الكائنات الأخرى أم هي مجرد ثقافة تميزت بها شعوب دون غيرها أم هي ثقافة إجرامية بالأساس ؟
والسؤال الهام هل الثأر إرهاب ؟
طيب لنفرض جدلا أنها غريزة ألا يحق لنا أن نتساءل لماذا بعض الناس يدخل الثأر ضمن ثقافته والبعض لا ؟
لماذا يكون دائما طالب الثأر هو الجهة الأضعف ؟
هل الثأر كثقافة مفيد في مواجهة الظلم ؟ أو هل على الأقل نستطيع أن نصفه بأنه أحد السياسات الردعية الناجعة لكل من تسول له نفسه ظلم أخيه الإنسان ؟
وهل تربى العرب على ثقافة الثأر نتيجة تربيتهم كبدو رحل ؟
أسئلة كثيرة راودتني حول هذا الموضوع ولأن ما املك من معلومات عن علم النفس وعن الدراسات حول الطبيعة البشرية ليس بذي قيمة بل هو مجرد الإطلاع على عدة كتب لبعض الأخصائيين في هذا المجال ( ومعظمه عصي إدراكي عن استيعابه بالمجمل ) فقد بحثت طويلا عن كتب تدرس الظاهرة ووجدت بعضا منها ولكنها للأسف تدرس الظاهرة كأفراد دون دراستها كمجموعات بشرية . وأقول هذا لأنني لم أجد كتابا واحدا عن سياسة اليهود الصهاينة على مر العصور من حيث تصفية الخصوم ولو بعد حين بانتظار اللحظة المناسبة لذلك .
ربما سنرى بعد فترة كتب كثيرة تبحث الظاهرة … حيث بدأ علماء النفس الأمريكان دراسة الظاهرة بعد أن أوجعهم أسامة بن لادن وأحسوا أنه نوع من الثأر .
جلست أفكر في الظاهرة مليا ولعدة أيام لاحظت ما يلي :
هذه الثقافة غالبا ما تكون صفة الجهة الأضعف في أي نزاع ، و تكون إما بانتظار اللحظة المناسبة للرد والانتقام أو بانتظار الظروف الملائمة ومنها انتظار ضعف الخصم.
هذه الثقافة ثمة الشعوب المنغلقة المتمسكة على مبدأ ما أو دين ما .
هذه الثقافة تنمو في الأماكن الذي تخضع لتسلط ما سواء تسلط على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمع .
هذه الثقافة تكثر عندما يراد فرض سلوك سياسي أو اجتماعي معين .
( لاحظوا معي كيف تمت تصفية وملاحقة كل الخصوم السياسيين من قبل العصابات الصهيونية و حتى أولئك ممن لا يؤمنون لا بالفكر الصهيوني ولا بالمحرقة ولا بالحق في إقامة إسرائيل )
كما نستطيع أن نصف ابن لادن بأنه ينتهج نفس السياسة … ويستند إلى نفس الثقافة ولو أننا على الأكثر قد نتعاطف مع ابن لادن لأننا وإياه الطرف الذي وقع عليه الظلم .
ستقولون لماذا تخوض في هذا الموضوع الشائك مادمت بالأساس لست بأهل لدراسته علميا .
سأحكي لكم : لماذا خضت أساسا في موضوع لا أفهم به :
أثناء الحرب الأمريكية العراقية … كنت قد شاهدت مع الملايين تلك اللحظة التي أعلن المحتل عن أسماء المطلوب القبض عليهم أو قتلهم من خلال طبع صورهم على ورق اللعب ( الشدة ) ،
والحقيقة ورغم أني أكره صدام حسين ونظامه الاستبدادي كره العمى فقد غلى الدم في عروقي قهرا .
وخطر لي حينها ( خاصة وأن أحمل بذور هذه الثقافة كعربي صميم ) لماذا لا نثأر ؟
لماذا لا نصنع ورق للعب له نفس الفكرة ، نضع فيها صور المجرمين الذين اعتدوا علينا وعلى أطفالنا ونهبوا وسينهبون ثرواتنا ؟
ورقة الأس فيه لبوش و بلير و اثنار وشارون
وورقة ( الشايب ) مثلا لوزراء دفاع كل من شارك بالحرب .
والملكة لوزراء الخارجية وهكذا دواليك وصولا إلى كيميت وجون أبي زيد وسانشيز… وغيرهم من المناصب العسكرية المشاركة فعليا بالحرب … وملاحقتهم بهدف تصفيتهم حتى آخر لحظة في حياتهم .
فهم عاجلا أم آجلا سيتخلون عن حياتهم العامة … ولن يكونوا تحت الحماية مدى العمر.
وتسائلت داخلي هل ستكون هذه الطريقة مفيدة نوعا ما في الدفاع عن أنفسنا ؟
هل ستكون رادعا لكل شخص يفكر في أن يستبيحنا ( كمستضعفين ) ؟
هل سنكون على حق ؟
هل سنعتبر مجرمين ؟ أليس هذا عملا إرهابيا يحمل في طياته فكر إرهابي ؟
ألسنا بذلك نعتبر أسوأ محام لأعدل قضية ؟
بعض مني قال لي … وهل سنختلف عن الصهاينة حينها ؟ البعض الآخر قال نحن المظلومين نحن الذي وقع علينا الفعل ..لذلك ما نفعله ليس بيدنا بل مجرد رد فعل.
وتبقى ثقافة الثأر محل أخذ ورد .