أشعر شعراء العامية على الإطلاق …… هذا هو فؤاد حداد …. قامة فارهة في الشعر العامي …. تعلم الكل منه … في أحاديثه الخاصة آواخر حياته يقول العبقري بيرم التونسي لا احد أشعر من فؤاد حداد .
أول شاعر طبع ديوانا بالعامية المصرية عام 1947 . هذا الشاعر الذي أدهش الكبار …. اكبر الكبار ممن سبقوه أمثال بيرم و رامي …و ممن عاصروه و أتوا بعده أمثال صلاح جاهين و الأبنودي واحمد فؤاد نجم وغيرهم.
وكأن قدر مصر أن يكون أكبر شعراء عاميتها … شامي وتونسي …
هذا الشاعر الذي هاجم أنظمة الحكم الديكتاتورية ودفع ثمن ذلك في ظلام السجن سنينا عدة هذا هو فؤاد حداد ….

قال عن نفسه : انا والد الشعراء فؤاد حداد

وقيل عنه :

صلاح جاهين قال :
فؤاد حداد أشعر شعراء العامية ظللت أبحث عنه من اللحظة التي سمعت فيها أول قصيدة له
سرفؤاد يكمن في تدفقه وغزارته فهو نبع لاينضب.
***

عبد الرحمن الأبنودي قال :
كان للخلايق إنسانهم
للفلاحين حد فيسانهم
غنوا الفقارى بلسانهم

***

أحمد فؤاد نجم قال :
فؤاد حداد أستاذ الأساتذة.. يعني لو أنه هناك أكاديمية لشعر العامية المصرية سيكون “حداد” عميد الأكاديمية..
وفى رأيي أنه لا يقل شاعرية عن عباقرة الفصحى والمتنبي وأبو تمام و غيرهما.. وهو صاحب اختراعات وأشهر كشاف لمعاني الكلمات والتراكيب وشعره عظيم لكنه ليس بسيطا فهو غابة ومتاهة.

***

جمال الغيطاني قال :
أحيانا أتساءل :هل من قبيل المبالغة لو قلت أن فؤاد حداد أشعر من خطا فوق أرض مصر بعد المتنبي وأبي نواس وشوقي
كلما عدت إلى قراءته أتأكد من صدق الإجابة في الإيجاب
***

خيري شلبي قال :
قام فؤاد حداد بتمصير الشعر.
***

بهاء جاهين قال :
أخشى أن أكون قد أدعيت أجنحة لا أملكها حين تجاسرت على التحليق في سماوات شاعر من أكثر شعراء الإنسانية رحابة.
***

جمال بخيت قال :
الله يرحم قلبي وعيني
قلبي وعيني فؤاد حداد
هو وابويا كانوا سنيني
كانوا رجولتي وهم ولاد
الله يرحم حسنا فيهم
الله يرحم نور لياليهم
الله يرحم ساقية بتسقي
عطش الوادي وعطش الواد
الله يرحم قلبي وعيني
قلبي وعيني فؤاد حداد
***

سيد حجاب قال :
الله…إنها والله قامة شعرية فارهة شامخة وطاقة إبداعية لانهائية من روح إنساني ثري ورائع.
***

يعتبر فؤاد حداد ذو الأصول الشامية رائد شعر العامية وشاعرها الأول في مصر وصاحب أول ديوان في شعر العامية أصدره عام 1947 وهو ديوان “أحرار وراء القضبان”. وقد ارتبط مسار حياته بالحركة الوطنية الديمقراطية المصرية وأمضى فترات في المعتقل أيام حكم الملكية .وبعد ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 في عهدي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
وقد استطاع عند ظهور أول أعماله في الأربعينيات نقل الشعر الشعبي المصري من مساحة الزجل الذي يستهدف النقد الاجتماعي إلى مرحلة الشعر الصافي المرتبط بالقضايا الوطنية والمؤسس على جماليات جديدة، واستفاد فيها من ميراث الشعر العربي التقليدي ومن الأدب الشعبي المصري والشامي والعربي بأشكاله المختلفة.
وتمكن الراحل فؤاد حداد من التأثير في الأجيال التي عاصرته مثل صلاح جاهين الذي توقف عن الكتابة بالفصحى وبدأ الكتابة بالعامية تأثرا بشعر حداد، إضافة إلى من جاء بعده مثل عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وفؤاد القاعود.
وكان فؤاد حداد شاعرا غزير الإنتاج ومن أبرز أعماله “المسحراتي”، وهي قصائد غناها السيد مكاوي في برنامج إذاعي شهير مازال يذاع في شهر رمضان من الستينيات وحتى الآن. ومن أعماله أيضا “ريان يا فجل” و”أيام العجب والموت”، و”يا أهل الأمانة” و”الحضرة الزكية”، إضافة إلى “من نور الخيال وصنع الأجيال في تاريخ القاهرة” الذي كتبه ردا على نكسة يونيو/ حزيران 1967 قدمته الإذاعة عام 1969، وديوان “النقش باللاسلكي” الذي كتبه عن مجزرتي صبرا وشاتيلا عندما كانت فلسطين تشكل القضية المحورية في شعره.

محطات حياتية سريعة :

فؤاد سليم حداد من مواليد 28 أكتوبر 1928 لأسرة مسيحية غنية من أصل شامي .
عاش طفولة سعيدة وتلقى تعليما ممتازا حيث تعلم في مدرسة الفرير ثم مدرسة الليسية فاطلع على الأدب و الشعرالفرنسيان  .
كانت لديه رغبة قوية للاطلاع على التراث الشعري الذي وجده في مكتبة والده.
ورغم انه من أسرة ميسورة إلا أن فؤاد اعتنق الفكر الماركسي وسبب ذلك كان انحيازه الدائم للفقراء و للمستضعفين و للطبقات المسحوقة من عمال وفلاحين .
اعتقل عدة مرات اولها 1950 حين هجا الملك ووصفه بخدام الانكليز.
ناصر التغيير الذي نادى به الضباط و ناصر ثورتهم .
اعتقل  عام 1953 وخرج عام 1956 لينشر ديوانا بعنوان حنبني السد .
وفي المعتقل اعتنق الاسلام .
عاد الى المعتقل عام  – 1959 ليخرج عام 1964
خرج من السجن ليكتب في شكل جديد لم يكن موجودًا في الشعر العربي.
ورغم انه اعتقل ثلاث مرات و لسنوات طويلة في عهد جمال عبد الناصر .. إلا أنه رثا جمال بقصيدة متخمة بالصدق فقط لأن جمال عبد الناصر كان بسيطا و حقق أحلام البسطاء
اصدر 33 ديوان منها 17 اثناء حياته والباقى بعد وفاته.
سمى بفنان الشعب وغنى على أفواههم واستلهم منهم الملاحم العظيمة مثل أدهم الشرقاوى وحسن المغنواتى.

توفى رحمه الله  فى 1 نوفمبر 1985.