الحدث كبير ولاشك …
فهذه أول أول مرة يرد فيها على الاسرائيليين ورئيسهم بهذه القوة وبهذه الطريقة …
انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء الخميس غاضبا من جلسة نقاشية حول الاوضاع في غزة على هامش منتدى دافوس كان يحضرها رئيس الكيان الصهيوني الارهابي شيمون بيريز.
لم يتحمل الرجل الطيب ان يمر السم الذي خرج من فم الارهابي بيريس على مدى 25 دقيقة دون ان يرد عليه ولو بجزء من اظهار الحقيقة …
أو أن ينتصر لأطفال مزقتهم آلة الحرب المجرمة التي ادعى بيريس أنها قتلت الاطفال بالخطأ .. في سماء مفتوحة .
بل و هاجم اردوغان الجرائم الاسرائيلية وانتقد جمهور الجلسة على تصفيقه لكلمة الرئيس الصهيوني. وقال لهم “من العار عليكم ان تهللوا لهذه الخطبة بعد ان لقي آلاف الاطفال والنساء مصرعهم على يد اسرائيل في غزة”.
وعندما حاول المنافق مدير الجلسة منعه بحجة الوقت ( رغم أنه لم يتحدث سوى لدقائق ) رفض الطيب الاستمرار وانسحب محتجا … هكذا ببساطة . نعم هذا رجل لا يخاف .
ألاف المقالات والتعليقات في المجلات والجرائد والمنشورات الالكترونية … بعض المقالات مجدت هذا الموقف الشجاع وأكبرته وشكرت الرجل بما يليق به وبعضها جعل من الرجل بطلا اسطوريا لا يتكرر
والبعض طالب بقية الرؤساء ( العرب ) على التشبه به واتخاذ مواقف مماثلة للموقف الشريف الصادق الشجاع للرجل الذي لم يتحمل لا الكذب ولا الارهاب ولا الاجرام من بيريز ولا النفاق من بقية الحضور من بينهم بانكي مون .
انسحب وضرب بعرض الحائط بكل ما كان سيغدق عليه وعلى غيره من الرؤساء معلنا سخطه وغضبه .
سأحلق خارج السرب قليلا :
أتعلمون أيها السادة … هذا الرجل لا يستحق الشكر والتمجيد ( على الاقل لوحده فقط ) … فهو ليس بطلا أو فارسا لأو مُخلصا ، هذا الرجل ببساطة رجل شريف منتخب ديمقراطيا.
نعم ايها السادة هذا الرجل اختاره الشعب التركي العظيم ولو تلاحظون ان هذا الرجل لم يفعل ما فعله إلا ليتماهى مع رغبات ناخبيه الذين رفضوا الظلم والاجرام الصهيوني وخرجوا بالملايين ليعبروا عن رفضهم هذا فما كان من الرجل إلا أن نزل عند رغبة شعبه ورفض الكذب والظلم … فالبطل والفارس الحقيقي هو الشعب التركي .
هذا الرجل استمد شجاعته وموقفه من شجاعة وموقف شعبه … لأن شعبه لن يرحمه لو لم يعبر عنه وسيرسله الى منزله مذموما .
أيها السادة إن من يستحق الشكر فعلا هو الشعب التركي العظيم ( و أحد أفراده أردوغان )
يستحق الشكر لعدة أسباب :
الأول : يستحق الشعب التركي الشكر على ديمقراطيته الحقيقية واختياراته .
الثاني : يستحق الشعب التركي الشكر لأنه لم يسكت على الكذب والاجرام الصهيوني.
الثالث : قوة هذا الشعب .
الرابع : دقة اختيار هذا الشعب لمن يحكمه .
ولذلك عندما تطلبون من الزعماء العرب أن يتشبهوا بهذا الزعيم الكبير .. فإنهم تطلبون منهم أن يتنازلوا عن السلطة بأن يتبنوا الديمقراطية منهجا ..
الديمقراطية التي لابد أن ترميهم في مزبلة التاريخ .
شكرا أيتها الديمقراطية … شكرا أيها الشعب التركي الديمقراطي العظيم … شكرا كبيرة لكم … لأنكم تشعرون وتحسون ولا تقبلون الاجرام والسفالة .
شكرا لأنكم رأيتم و أحسستم وشاركتم وعبرتم.
شكر كبير للقدر الي عرفني بمدونتك استاذ خالد، وكل الفخر اني من الشعب التركي ولكن الأهم اننا مسلمون قبل ان نكون أتراكاً
تحية لك