ما لذي يحول الموسيقا من مجرد صوت ووزن و إيقاع إلى موسيقا حقيقية فنية الجوانب . . . هل هو التعبير أم الروح . . . أم الاثنان معا . . .
أنا أعتقد أنهم الاثنان معا مع تواجد وسائل ضرورية عديدة . أحد أهم هذه الوسائل هو التناغم ( الهارموني ) والتآلف بين الأصوات . . . وهو ذلك التلوين الذي يصاحب الموسيقا ضمن الحاجة المرجوة التي هي بالنهاية استخلاص مناح جمالية ووضعها ضمن العمل الموسيقي . . . بل وحتى دمج جميع أنواع الأصوات ضمن إطار اللوحة الموسيقية . . . فاندماج الصوت البشري ( الحنجرة ) مع صوت الآلات الخشبية و الآلات النحاسية والآلات الإيقاعية والآلات النفخية يؤدي حتما إلى موسيقى رائعة ( إذا كانت ضمن إطار الفن طبعا ووظفت بطريقة صحيحة وجميلة ) .
وقد يكون اختلاف الخصائص الفيزيائية في الأصوات المختلفة والصادرة بوقت واحد هو التناغم بحد عينه . . .
يقول هيغل في كتابه فن الموسيقى : إن الأصوات التي يقوم بينها ائتلاف مباشر بحيث عندما أننا عندما نسمعها لا نميز أي فرق أو تعارض بينها هي الأصوات التي تكون لاهتزازاتها نسب عددية في منتهى البساطة . . .
ومن هنا ندرك أن كل ما سهلت الجملة الموسيقية كلما كانت أقرب للقلب وأكثر وصولا إلى قاع الروح الإنسانية مما يجعلها تدخل بسهولة إلى المخزون الفكري الأصيل للإنسان وتصبح جزء منه . . . وهنا نأتي إلى القيمة أو الوسيلة الأهم لجعل الأصوات والإيقاع والوزن . . . فن . أنه اللحن أي الفكرة الأساسية النغمية . . أو يمكن أن أسميه أنا التعبير الأولي عما أريد ان أظهره من موسيقا . . أي بالحرف ما أستطيع تسميته . . . بوح النفس .
بوح النفس هو التعبير عن ما تعانيه النفس البشرية من أفراح ومن أحزان ومن كمية هائلة من المشاعر البشرية ومناقضاتها ونوازعها . . . وبوح النفس في الموسيقا دائما بحاجة إلى الجزء الثاني من كل البشر الجزء الإلهي الذي هو . . . . الروح . حتى يصبح العمل الموسيقي كاملا لا بد له من أن يعبر عن طريق النفس والروح . .
كيف أفقد ايماني بعدل الحياة..!!!!
اذا كانت أحلام الذين ينامون على الريش..
كأحلام الذين ينامون على الأرض..؟؟؟؟